الاحلام

المدير العام

هذا موضوع احد

اصدقائى فى احد
المنتديات

سنجرب

عمل موضوع مع الموسيقى وانشاء الله يشتغل

الموضوع كويس

يا أنت . .

هل أخبروك - ودون مقدّمات - أنَّ كل أسراب الذاكرة التي كانت تقتاتُ علىَ وجودك قد نتفَ الزمانُ ريشهاَ في عقولهم, وصارَت قابَ احتضار أو أعلى من ذلك الموت الذيِ يُنهيهاَ ويُنهيك.

هل أرشدوك إلى الباب الذيِ سخرتَ منهُ قديمًا بقولك : " أراهنكم بأغلى ما أملك أنّ هذا الباب لن يعرف طعمَ خطواتيِ المغادِرَة !"

حتى أكسبْتَهم الرهان وغادَرتَني من البابِ عينِه الذيِ لعق كثيرًا آثار خطواتك حتى تلاشَت ولم تورثكَ إيّاي ولو وهمًا أقتعدُ الجهة المقابلة إليه كي أرسل لهُ جل الإعتذارات !

أعتذر, لأنّي تركتُ لنفسيِ حرية التصرف في سذاجتهاَ, فكانت تجدلُ خصلهاَ أمام مرآة عينيِ وتُلبسها جلّ الكعوب التيِ تسمُو بها عاليًا كي تراهاَ وتتواطأَ معها ضدّيِ !

أعتذر, لأنَّ ما تبقَّى منك كان أكثر بكثير ممّا ينبغي, فقدْ حاولتُ بإبَر الزمان وخيوطه أن أحوّل قلبي الشاسع إلى صرَّة ضيقَة تحتميِ فيها كل الأولوياتِ .. إلاّك !

ولكن فشلَت المحاولَة وكان نتاجُهاَ قلبًا أكثر شساعَة, ولا يحتويِ في جوفه ... سواك !

أعتذر, لأنَّ الشمس التيِ صنعناهاَ سويًّا لأجل صباحات موزونَة بي وبك , قد دحرجتْها يدُ الليل بعيييدًا, حيثُ لا شيء يشبهني أو يشبهك.

أعتذر لأنَّ اليقين بك قد انحرف عن مساره في اللحظَة الأخيرة من الإيمان المُطلَق, وصارَ مثل حفرَة تنفثُ أعقاب الرصاص والموت .

أعتذر لأنكَ ما تزالُ أنا, ولأني بسبب هذا التوحّد لم أستعدْني بعد, ويبدُو أنني أبدًا لن أفعل.

أعتذر لأنَّ عيني قد تنطّفَت بالأرق حتى علاهاَ سوادٌ مُريب يشي بشيخوخَة مبكّرة لكل الأحلام التي ترتجفُ في داخلي خشيَة أن لا يكون مصيرهاَ ذلك التحقّقَ المُنتظَر.

وبعد سيولِ الإعتذارات, أرمقُ البابَ نفسه فأعثر خلفَه على ظلٍّ ملوَّن ببعض ملامح,
ظلٌّ مقولَبٌ بشكل يعكسك جدا,

فأبتسم وأنفض عني غبارَ الجلوس, وأركضُ نحوَ الظلّ [ نحوك ] .

وقبلَ أن ألتقطك بين ذراعَيّ يُكملُ البابُ قهقهته الشاسعَة التيِ أظهَرَت بجوارك ظلاًّ آخَر لأًنثَى لا تشبهني !

فتبتسم !

وتسألني : " كيفَ حالكِ يا صديقَة ؟ "

وأجيب بعد أن أمتص ماء لساني كله : " أَ عُدت أخيرًا ؟ "

فتضحك ونصفُ عينك يغمز لأنثاك : " أراهنك بأغلى ما أملك أنَّ هذا الباب لن يعرف طعم خطواتيِ العائدَة ! "

ولأني كنتُ أغلى ما أملك فقد سلّمَني فوزُك هذه المرة إلى أباطرة الحزن كيْ يجلدونيِ بالبكاء الذيِ لازلتُ لم أصدق أنكَ أنتَ سببه, بعد أن كنتَ اليد التيِ تحولُ دون سفر الدموع على وجنتَيّ.

وددتُ أن أخبرك بالكثير, وأن أصفَ لك أحوال الطقس في نفسي حين غبت,
وددتُ أن ألصقَني بك دهرًا, فلم يكُن سرابك الذي أستحضره يُشعرني بالطمأنينة حين أشرّع ذراعَيّ وأحضنه !

لقد كان هواءًا لا يملأُ فجوات الأحضان,

وددتُ أن تقرص خدّي لتوقظني من هذا الكابوس وتقول لي : " سأبقى لك ! "

وددتُ أن أعلنكَ ولو لآخر مرة كأجمل حلمٍ وهبتهُ لي الوسائد !

ولكنك تمسدُ كفّهاَ بيدَيك وتلتهمُ بصماتك رطوبَة بصماتها بشراهَة أنستكَ حتى أن تسلّمَ عليّ !

ألأنّي لم أعترف لك بهذا الحبّ العنيف, قررت طعنيِ بعُنفٍ أعظَم !

وقررتَ الإبقاء على صورتي في أدراج صداقاتِ الأمس !

: :

مما راق

» الاحلام