فشل أمريكي في "التجميد" وغضب فلسطيني وأسف أوروبي والكيان يبتهج

المدير العام

لجنة المبادرة العربية تجتمع الاثنين لبحث البدائل

حسبنا الله ونعم الوكيل

لاقى قرار واشنطن تخليها عن سعيها لإقناع “إسرائيل” بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، لاستئناف مفاوضات التسوية بين “إسرائيل” والفلسطينيين، ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية منددة، فيما أعلن “الإسرائيليون” انتصارهم أخيراً على ضغوط واشنطن، وتعقد لجنة المبادرة العربية اجتماعاً الأسبوع المقبل للرد على الموقف الأمريكي .

وأبلغت الإدارة الأمريكية رسمياً، السلطة أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو رفض استئناف تجميد الاستيطان . وأنها تسعى إلى التركيز على “المشكلات المركزية” للصراع .

كما أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة من أثينا حيث يوجد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية أن عباس “تلقى فجر (الأربعاء) رسالة رسمية حول الجهود الأمريكية على قضية الاستيطان والمفاوضات” . وأشار إلى أن عباس “أبلغ الجانب الأمريكي أننا سنقوم بدراسة الرد الرسمي مع القيادة الفلسطينية والأشقاء العرب لإعطاء الموقف الفلسطيني النهائي على الرسالة الأمريكية” .

وأعلن عباس من أثينا أن المفاوضات دخلت “أزمة صعبة”، وآمل في مشاركة الاتحاد الأوروبي في عملية التسوية لإتاحة استئناف المفاوضات .

واعتبر أمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه أن “سياسة الإدارة الأمريكية فشلت بسبب اللطمة التي تلقتها من حكومة “إسرائيل””، وأن هذا دفعها إلى اختيار العودة إلى المفاوضات غير المباشرة .

واعتبر أن تغيير السياسة الأمريكية “نتيجة التعنت “الإسرائيلي” سنأخذه في الحسبان وعلى أساسه سنقيم إذا كان بمقدور الإدارة التي فشلت في جهودها الأولى أن تحقق شيئاً في جهودها المقبلة” . وأضاف هذا الفشل يدعونا إلى التوجه إلى الإطار الدولي الأوسع .

وأوضح أن عباس تلقى رسالة شفهية من الولايات المتحدة في وقت متأخر مساء الثلاثاء بأن واشنطن تريد أن تعقد اجتماعات منفصلة مع مفاوضين فلسطينيين و”إسرائيليين” حول سبل إحراز تقدم في قضايا الوضع النهائي . ووصف ذلك بأنه “محاولة لمزيد من المماطلة” .

وأعرب عن استغرابه من الموقف الأمريكي الرافض لاعتراف البرازيل والارجنتين بالدولة الفلسطينية .

ومن جانبها، رأت حركة “حماس” في الموقف الأمريكي “تراجعاً خطيراً وشرعنة غير مباشرة لاستمرار الاستيطان”، على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم . وأكد أن “هذا التراجع يجرئ الاحتلال على مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني” .

وأعلن أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أنه بناء على طلب من عباس، سيتم عقد اجتماع عاجل للجنة المبادرة العربية بداية الأسبوع المقبل، متوقعا أن يعقد الاجتماع الاثنين المقبل .

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قال إن النهج الجديد في التفاوض سيناقش الأسبوع المقبل في وزارة الخارجية في واشنطن بين المفاوضين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” .

وأضاف أن “سعينا إلى الحصول على تجميد (للاستيطان) لإيجاد الظروف للعودة إلى مفاوضات ملموسة ومستمرة . ولكن بعد بذل جهود كبيرة، توصلنا إلى استنتاج أن هذا لن يخلق أساساً قوياً لتحقيق الهدف المشترك في التوصل إلى اتفاق إطار” . وأكد أن الأمر لا يتعلق “بتغيير الاستراتيجية”، و”إنما يمكن القول إنه تغيير في التكتيك” .

كما قال مسؤول في البيت الأبيض إنه “بعد التشاور مع الطرفين، توصلنا إلى استنتاج أن تمديد وقف (الاستيطان) لا يشكل الأساس الأمثل لاستئناف المفاوضات المباشرة في الوقت الراهن” .

وذكرت صحيفة “هآرتس” “الإسرائيلية” أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ستعلن عن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في خطاب تلقيه في واشنطن غداً الجمعة .

وحمّلت الحكومة “الإسرائيلية” الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات . وقال سكرتير الحكومة “الإسرائيلية” تسفي هاوزر إن “المشكلة ليست في الجانب “الإسرائيلي”” وإن “على الفلسطينيين أن يدركوا أنه لا يمكن وضع شروط مسبقة للمفاوضات” .

وقال نائب وزير الخارجية “الإسرائيلي” داني أيالون إنه “لا يوجد شك لدى “إسرائيل” في أن الولايات ستواصل الدفع باتجاه حل سياسي، فهذه مصلحة أمريكية تماما مثلما هي مصلحة “إسرائيلية”” .

وعبر “الإسرائيليون” عن ارتياحهم للقرار الأمريكي . وقال أمين عام مستوطنات الضفة إن “اسرائيل” صمدت ولم ترضخ لمطالب الأمريكيين الغريبة والمتطرفة ولم تحدث كارثة . الأمريكيون لم ينتقدونا حتى . . كل الذين اعتقدوا أنه ليس بإمكاننا التصدي للضغوط الأمريكية مخطئون” .

وقال مصدر سياسي “إسرائيلي” إن الولايات المتحدة تطرق حالياً سبيلاً جديداً لاستمرار المفاوضات، مشيراً إلى أنه يتضمن بحث خيار أن تعرض “إسرائيل” على الفلسطينيين توسيع نطاق انسحابها من الضفة ونقل مهمة الدفاع إلى السلطة .

ودعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط المجتمع الدولي إلى الدفع من أجل انهاء محادثات التسوية وتحديد مواعيد نهائية واضحة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن الوقت أصبح محدوداً للتوصل إلى حل قائم على دولتين .

وفي ردود الفعل الدولية، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن “أسفها” إزاء رفض “إسرائيل” تجميد الاستيطان في الضفة الذي أكدت أنه “غير شرعي” ويتعارض مع جهود السلام .

كما دعت فرنسا “إسرائيل” إلى أن تدرك أن “لا حل” لصراعها مع الفلسطينيين “من دون وقف الاستيطان” معربة عن استعدادها للسعي إلى تحريك المفاوضات في إطار اللجنة الرباعية .

وحذر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله من تعرض جهود التسوية في الشرق الأوسط لفترة تجمد من جديد . وطالب “الإسرائيليين” والفلسطينيين “بعدم ترك خيط المحادثات ينقطع