تونس - "العرب اونلاين" انتقلت إلى الجزائر عدوى محاولات الانتحار حرقا احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والتي بدأت في تونس مع إحراق الشاب محمد البوعزيزي لنفسه والذي كان الشرارة التي أسقطت الرئيس زين العابدين بن علي.
و خلال يومين فقط أقدم أربعة شبان على حرق أنفسهم أمام المقرات الحكومية احتجاجا على البطالة بالدرجة الأولى.
فقد أقدم شاب في الـ 27 من العمر أمس السبت على سكب البنزين وإشعال النار في نفسه احتجاجا على رفض رئيس بلدية بوخضرة في ولاية تبسة في أقصى شرق البلاد منحه وظيفة، ما أدى إلى إصابته بحروق خطيرة ولحسن حظه فان حياته غير مهددة ويتم علاجه في العناية الطبية المركزة.
وقد اتخذ والي محافظة تبسة فور وقوع الحادثة قرارا بإقالة رئيس البلدية وأنشأ لجنة لتسجيل مطالب شباب المنطقة خوفا من تكرار الحادثة.
وفي حادثة مماثلة، أقدم شاب في الـ 34 من العمر عاطل عن العمل اليوم الأحد بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية على إضرام النار في نفسه أمام مقر مديرية الأمن الولائي في مدينة مستغانم "400 كيلومتر غرب العاصمة" احتجاجا على البطالة.
وقالت الوكالة ان الشرطة أنقذت هذا الشاب من موت محقق وقامت بنقله إلى المستشفى، لتقوم بعدها الشرطة القضائية بفتح تحقيق حول حيثيات هذا الحادث.
وأقدم شاب في الـ 27 من العمر أمس على إضرام النار في نفسه أمام مقر الأمن الحضري في مدينة جيجل " 360 كيلومترا شرق العاصمة" وقامت الشرطة بإخماد النار التي أتت على وجهه وأطرافه السفلية.
من ناحية أخرى، تحدثت صحف جزائرية عن محاولة شاب في الـ 37 من العمر الانتحار حرقا أمس السبت بعدما أضرم النار في نفسه في مدينة برج منايل "70 كيلومترا شرق العاصمة" احتجاجا على أوضاعه الاجتماعية المزرية، إلا أن تدخل الأمن حال دون وفاته.
وقد نفى وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وجود أوجه تشابه بين الأحداث في تونس التي أدت إلى الإطاحة ببن علي والإحتجاجات التي شهدتها الجزائر قبل أيام ضد غلاء المعيشة.
وقال بلخادم في تصريح للصحافيين في رده على تشبيه البعض الحالة التونسية بالحالة الجزائرية " لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد "المدينة التونسية التي انتحر فيها البوعزيزي حرقا" في الجزائر، إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين".
وأوضح أن "الجزائر سبقت سيدي بوزيد من خلال احتجاجات عام 1988، ثم إنه لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها".
وأضاف " إن العمل الاحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر".
وكان بلخادم صرح أخيرا بأن البطالة في الجزائر كانت في حدود 33 % العام 1999 بينما انخفضت إلى 10 % العام 2010، مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي وحده أنشأت الحكومة 550 ألف وظيفة جديدة وهو ما لم يحدث مثله حتى في أوروبا.
وعزا تراكم الطلب على الوظائف إلى الوضعية الأمنية التي عاشتها الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي والتي تسببت في تعطيل التنمية في البلاد وبالتالي ارتفاع نسبة البطالة.
وكانت الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من 800 معظمهم عن عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة عن تخفيضات كبيرة لأسعار المواد الاستهلاكية.
احمد رشوان 
موضوع: عدوى محاولات الانتحار حرقا تنتقل من تونس إلى الجزائر 
الأحد يناير 16, 2011 2:17 pm
!!تنبيه !!