كتاب رأيت الله د / مصطفى محمود
فى بداية الكتاب تناول الدكتور / مصطفى محمود
قصة رائعة نرى فيها عن حق عظمة الله عز و جل , و هى قصة الأسد سلطان الذى اغتال مدربه ” محمد الحلو ” ,
و قد قتله غدرا أثناء عرض السيرك بالقاهرة , حيث هجم علي كتفيه من الخلف و أنشب مخالبه فى ظهره
و مات المدرب بعد ذلك بأيام .
و لكن العجيب فى القصة أن الأسد أصيب بأكتئاب و تم نقله إلى حديقة الحيوان لأنه أصبح شرس ,
و أضرب عن الطعام و انتابه الجنون و أخذ يعض فى جسده و ذراعه الذى اغتال به مدربه
و ظل يأكل من حتى نزف و مات .
فكيف لحيوان أن يشعر بالذنب و الوفاء تجاه مدربه , و حكام آخرين يشربون دماء شعوبهم كما يشربون الماء ؟!
و تناول بعد ذلك الدكتور / مصطفى محمود عرض لبعض المخطوطات القديمة للنفرى ,
و هو من كبار الصوفية و من أشهر كتبه ” المواقف و المخاطبات ” ,
و كان النفرى من فرط تواضعه لا يكتب ما يقول , إنما كان يؤلف كتابه شفهياً لمريديه .
و لقد تناول تفسير النفرى لاسم الله ” العزيز ” :
يقول الله لعبده : ما أنا معيون للعيون و ما أنا معلوم للعلوم ,
و ما أنا معرف للمعارف , أنا العزيز الذى لا ينال .
أنا الملك الظاهر بالكرم المحتجب بالعزة , أنا الظاهر و لا ترانى العيون ,
و أنا الباطن و لا تطيف بى الظنون .
و قد تطرق النفرى إلى تفسير بعض الآيات القرآنية ” إن إلى ربك المنتهى ” :
فيقول الله لعبده : ياعبد حصلت على كل شىء فأين غناك ؟!
فاتك كل شىء , فأين فقرك ؟!
أعذتك من النار , فأين سكينتك ؟!
إنما أنا سكنك و عندى مقرك و بين يدى موقفك …
لو علمت …. أنا المنتهى و ليس دون المنتهى راحة .
فله تفسير رائع لمعنى كلمة ” الأنا ” :
فيقول لا يقولها إلا كل صاحب غفلة و كل من كان محجوبا عن الحقيقة .
و الكتاب يحتوى على مخطوطة قديمة للنفرى يتكلم فيها عن الوسوسة و يقول قال لى ر بى :
إذا جاءتك الوسوسة جاءتك بكيف و هو لسانها , و هو سؤالها لتردك إلى العلم ,
فإذا دخلت إلى العلم وقفت بين إقبال العقل و إدباره …..
فقل للوسوسة : به عرفت صفته لا بصفته عرفته و به علمت العلم لا بالعلم علمته
و به عرفت المعرفه لا بالمعرفه عرفته .
و عن النفرى يقول الدكتور مصطفى محمود :
إنه لا ينفرد بمذهب خاص للمعرفة الإلهيه ,
و لكنه ينفرد بقدره مذهلة على التعبير و لغة ملتهبه فهو يكتب من نبع صاف ,
فنور كلماته تخترق بنا المعانى و و تضىء الغيوم .
و يقول أيضاً فى نهاية الكتاب أنه ” قد مضى على خمس سنوات و أنا أقرا النفرى ,
و ما زالت أخرج منه كل يوم بجديد ” .
Download :
- لتحميل نسخة من الكتاب:
http://www.mediafire.com/?dl04b6fy8kdo13t