تجار القهوه الذين لايرحمون غرامنا بالمحبوبه السمراء ويستغلون ضعفنا امام فنجان من القهوه يذكرونني بالسلطان العثماني السفاح مراد الثاني عندما نقل له عملاؤه وجواسيسه ان الناس يجتمعون حول فناجين القهوه ليتحثوا في السياسه لهذا ثارت ثائره السلطان ولعن القهوه وشاربها وصانعها وحاملها والمحموله اليه وقرر في احد قراراته العثمانيه ان يغلق كل مقاهي البلد ويعتقل اصحابها ثم عمد الى اكياس من الخيش وضع فيها كل بائعي القهوه والقى بهم في مياه النهر بل زاد الطين بله بان سمح بتعاطي الخمور في الاماكن العامه لعلها تشغل الناس عن القهوه.
في ذلك الزمان يبدو ان القهوه كانت تعاني من ازمه اذ اعن الاطباء مارسيليا عام 1671 ان جسيمات القهوه تشل عمل الارواح الحيوانيه التي تسبب النوم لهذا يحدث ارق مستعصي ينشف الدم يؤدي الى الهزالوهذا خطر كبير يتهدد مارسيليا .
ان اطباء السويد لم يكونوا اكثر انصافا للقهوه من زملائهم الاطباء الفرنسيين غير ان ملك السويد كان اكثر اتزانا وارجح عقلا من هؤلاء جميعا اذ امر باجراء تجربه على اثنين من المحكوم عليهم بالاعدام اذ اجبرهم على مواصله شرب القهوه في زنزانتهم ليموتا بالسم الاسود وخصص لهما طبيبين لمراقبتهما.
من غريب الامر ان الطبيبين توفيا بعد حين بينما بقي الرجلان يشربان القهوه حتى جاوزا سن الخامسه والثمانين .
ومن هنا انقلبت الايه لصالح القهوه اذ امن الناس ان القهوه تطيل العمر وطلق عليها الادباء لقب حليب المفكرين .... هذا ماكان من امر القهوه منذ قرون مضت انما الذي يحيرني هو تجار القهوه في هذا الزمان الذين يرفعون سعرها دون شفقه ماذا يرون بالقهوه هل هي ماء الحياه ؟