من منا لم يسمع عن نوكيا شركة الإتصالات وأجهزة المحمول الشهيرة ومن منا لم يسمع أو يركب سيارة تويوتا سواء كانت سيارة ملاكي أو ميكروباص وأيضاً هيونداي وسامسونج وسوني وغيرهم من الأسماء العالمية الكبيرة .
ولكن يبقى السؤال ما قصة تلك الشركات وهل لأسمائها أصل ومعنى معين ؟؟
من أجل ذلك ، كان هذا الموضوع .
ولنبدأ بنوكيا وهي بدون مبالغة أو تعظيم من أكبر شركات الإتصالات وأجهزة المحمول إن لم يكن في العالم فعلى الأقل في مصر والعالم العربي ونوكيا هي مدينة فنلندية صغيرة تقع على حدود نهر نوكيا نيرفيتا Nokianvirta في منطقة Pirkanmaa بيركاناما بغرب فنلندا ويبلغ تعداد سكان هذه المدينة 29.685 نسمة .
وكلمة نوكيا أصلاً باللغة الفنلدنية تعني الرماد أو البودرة السوداء التي تتكون عند إحتراق الخشب أو باللغة الإنجليزية soot
ولقد أنشئت الشركة عام 1865 على يد المهندس ورجل الأعمال الفنلندي فريدريك إيدستام.
تويوتا ، وهي من أكبر شركات صناعة السيارات اليابانية في العالم ويكفي فقط القول بأن شركة تويوتا والتي يعمل بها قرابة 300 ألف عامل حققت أرباحاً في العام الماضي بلغت 15بليون دولار والبليون هو واحد وبجانبه تسعة أصفار .
وكلمة تويوتا تعود إلى مدينة يابانية تقع علي الشرق على نهر ياهاجي Yahagi وتلك المدينة بها المقر الرئيسي لشركة تويوتا العالمية.
سيمنس Siemens وهو إسم كبير في عالم الصناعات الهندسية والشركة تعمل في مجالات متعددة منها الإتصالات والصناعات الطبية والإضاءة والشركة يعمل بها قرابة 480ألف موظف وحققت عائد يقدر بـ87 بليون دولار خلال عام 2006 .
وأصل الشركة يعود إلى عام 1847 عندما قرر المهندس الالماني ويرنر سيمنس والفني أو الحرفي جون هالساك إنشاء شركة لأنظمة الإتصالات أو التليجراف .
والمهندس ويرنر سيمنس ينحدر من عائلة هندسية حيث أنهم كانوا أربعة إخوة كلهم مهندسين ويعملون في المجال الصناعي ، ونعم العائلة .
هيونداي ، وهي مجموعة شركات كورية تعمل في مجالات متعددة منها المقاولات والسيارات والتي أصبحت مميزة لإسم الشركة .
أنشئت شركة هيونداي على يد السيد شانج جو يانج عام 1947 في كوريا الجنوبية وكان النشاط الرئيسي المقاولات ثم توسعت الشركة بعد ذلك وأصبحت تعمل مفي مجالات متعددة منها السيارات وأشباه الموصلات والصناعات الثقيلة .
شركة هيونداي لصناعة السيارات يعمل بها الآن قرابة 68ألف عامل وحققت صافي دخل قدره 2.3 تريليون دولار والتريليون واحد وبجانبه إثني عشر صفراً ، كلمة هيونداي تعني باللغة الكورية الأوقات الحديثة أو modern times
سامسونج ، وهي أيضاً شركة كورية جنوبية تعمل في مجالات متعددة منها المقاولات والإليكترونيات ، ولقد تم إنشاء الشركة عام 1950 على يد الكوري السيد بيونج شول لي كشركة للتجارة ثم بدأ التوسع بعد ذلك في صناعات عديدة مثل البتروكيماويات وشرائح ذاكرة الكمبيوتر RAM ولقد حققت سامسونج عام 2005 عائد يقدر بـ 142 بليون دولار والشركة يعمل بها قرابة 299ألف موظف وكلمة سامسونج تعني بالكورية النجمات الثلاث أو Tri-Star
سوني ، تلك الشركة العملاقة والتي تعمل في صناعة الإعلام و الإليكترونيات والتي حققت في عام 2007 عائد يقدر بـ68.454 بليون دولار ويعمل بها الآن قرابة 163ألف موظف ، وقصة إنشاء هذه الشركة تعتبر دليلاً قوياً على عظمة وقوة الشعب الياباني والذي نهض بعد الحرب العالمية الثانية ليقود قاطرة الإقتصادي العالمي ويسير خلفه العالم كله بما فيه أمريكا والتي كانت سبب رئيسي في خروج العفريت الياباني من محبسه حيث كانت بداية الشركة على يد السيد ماسارو إيبوكا عام 1945 بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة والذي كان يمتلك متجراً صغيرا لإصلاح الأجهزة الكهربائية ثم سافر إلى الولايات المتحدة وعمل في تطبيقات صناعة الترانزستستور في مجال الإتصالات والذي كان مقصوراً في ذلك الوقت على الصناعات العسكرية ولكنه أراد أن يطبقه في الحياة المدنية ونجح في عمل أول راديو صغير محمول وهو ما يعرف لدينا في الشرق بإسم ( الردايو الترانزستستور ) ثم إستمرت النجاحات وإزداد النشاط حتى أصبحت كلمة سوني مرادفاً لأى جهاز إليكتروني أو تكنولوجيا محترمة ومتقدمة على مستوى العالم
وكلمة سوني باللغة اليابانية العامية هي مرادف للولد العبقري ضعيف البنية الذي يريدي نظارة طبية ولكنه قادر على صنع المعجزات وبالمناسبة لقد كانت تلك أوصاف صاحب الشركة الأصلي .
وفي النهاية الموضوع ليس مجرد عرض لتاريخ شركات عملاقة نستهلك منتجاتها بتفوق في عالمنا العربي ولكنه عرض لقصص نجاح ولدت إما في متجر صغير لإصلاح الأجهزة الكهربائية كسوني أو في مكتب صغيرة للتجارة كسامسونج ثم إستمرت تلك التجارب على الرغم من وفاة أصحابها نتيجة وجود الإرادة القوية والمدعمة بالعلم والتكنولوجيا .
أدعو كل صاحب عمل خاص أن يضع أمامه تلك القصص ولا ييئس أبداً من أى ظروف قد تحيط به فالنجاح الحقيقي ليس في تحقيق المال بل في عمل كيان إقتصادي مفيد ، يفيد البشرية والمجتمع الإنساني ككل وأعتقد والله أعلم أن كل واحد ممن ذكرنا قصته في الموضوع لم يكن يهف إلى المال في حد ذاته بل كان يهدف إلى تكوين كيان إقتصادي قوي يدعم إقتصاد بلده ويعود عليها بالنفع والرخاء .