مؤيدو الرئيس اجتاحوا ميدان التحرير بالجمال والخيول وهاجموا مؤسسات إعلامية
مصر.. بين شارعين
|
اشتباكات دامية بين مؤيدي ومعارضي مبارك في ميدان التحرير (إ. ب. أ)
|
القاهرة
- الوكالات: اندلعت امس اشتباكات عنيفة بين حشود المعتصمين في ميدان
التحرير وسط القاهرة لليوم الثامن مطالبين برحيل الرئيس المصري حسني مبارك
ومجموعات من مؤيدي مبارك الذي تعهد ليل الثلاثاء الأربعاء بعدم الترشح
لولاية رئاسية سادسة وهو ما رفضته القوى المكونة لـ«ائتلاف التغيير»
مطالبين برحيل فوري للرئيس الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود. واجتاح مؤيدو
الرئيس المصري وهم يركبون الخيل والجمال ويحملون العصي والسياط ميدان
التحرير، حيث دارت اشتباكات مع المحتجين الذين اكدوا ان بعض مؤيدي مبارك
الذين يقفون وراء اشتباكات امس هم أفراد من الشرطة وجهاز امن الدولة
وبلطجية استأجرهم رجال اعمال موالون للحزب الوطني الديموقراطي يرتدون ملابس
مدنية. وقالت مصادر في المعارضة ان قيادات الحزب الوطني عقدت اجتماعا مع
قيادات امنية لشق صفوف المحتجين. ووقعت عدة اصابات بين المتظاهرين في ميدان
التحرير الذي اقتحمه مئات الاشخاص الموالين للرئيس المصري واخذوا يلقون
الحجارة على المحتجين واصيب عشرات المتظاهرين ومعظهم كانوا ينزفون من
رؤوسهم في الساحة التي اقتحمها موالون بالخيول والجمال وهم يلقون الحجارة
على المتظاهرين.
وذكر مراسلون أن وزير الاعلام المصري أنس الفقي
طلب من موظفي التلفزيون المصري البالغ عددهم بالآلاف النزول الى الشارع
والمشاركة بالمظاهرات لصالح الرئيس مبارك وذكرت تقارير اعلامية أن مؤيّدي
مبارك هاجموا صحافيي الـ«BBC» واعتدوا عليهم بالضرب وكسروا كاميرا
التلفزيون الخاصّة بهم. كما هاجم من وصفهم المحتجون ببلطجية الحزب الوطني
هاجموا وحطموا مقرات ومكاتب مؤسسات اعلامية مثل قناة «العربية» وصحيفة
«الشروق» المصرية المستقلة بعد ان اعتدوا بالضرب على مراسل «العربية» الذي
نقل الى المستشفى. وأكد المحتجون انهم لن يغادروا ميدان التحرير قبل ان
يتنحى مبارك والقى خليل وهو محتج في الستين من عمره كان يمسك بعصا اللوم
على مؤيدي مبارك وعلى رجال امن يرتدون ملابس مدنية. وقال «لن نرحل الكل
سيقف في مكانه».
وعرض المتظاهرون في ميدان التحرير صوراً لهويات
رجال وضباط امن قاموا باقتحام الميدان، كانت قد سقطت منهم أثناء المواجهات.
وقالت مصادر متطابقة ان الشرطة المصرية التي انسحبت من الشوارع منذ ايام،
هي من دخل ميدان التحرير واعتدى على المتظاهرين. وأكد متظاهرون انهم
اعتقلوا احد مؤيدي مبارك الذي تبين ان ضابط في امن الدولة وتم تسليمه الى
الجيش وهو ما تكرر مع عشرات من مؤيدي الرئيس الذين نجح المحتجون في
اعتقالهم وتسليمهم الى القوات المسلحة وبعضهم كان يرتدي زي الجيش. وهو ما
نفته وزارة الداخلية. وحذر الجيش المصري «المؤيدين للرئيس حسني مبارك من
الاعتداء على المتظاهرين واكد ان تدخله «سيكون حازما». كانت القوات المسلحة
المصرية قالت في بيان قبل المواجهات بقليل ان مطالب الناس قد سمعت وان
الوقت حان للعودة الى الحياة الطبيعية.
واتهمت ثلاث مجموعات
احتجاجية في وقت سابق رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان
«لترويع» المتظاهرين. وقال بيان لحركة «6 ابريل» وحركة «كفاية» و«تيار
التجديد الاشتراكي» ان «عناصر من الامن بملابس مدنية وعددا من البلطجية
اقتحموا ميدان التحرير وقاموا بترويع المتظاهرين بهدف اظهار ان الشعب
المصري منقسم». ودعا البيان «اصحاب الضمائر الحية في العالم الى حماية
الثورة المصرية». واكد شهود ان الموالين لمبارك كانوا يضربون المتظاهرين
باقفال حديدية قديمة غير أن مجموعات من المتظاهرين كانوا لايزالون يهتفون
وسط هذه الاشتباكات «مش عايزينه مش عايزينه» و«يرحل يرحل يرحل» و«مش
حنمشي.. هو يمشي»
وكان المتظاهرون احتشدوا في القاهرة امس احتجاجا
على البرنامج الزمني الذي وضعه الرئيس مبارك للتنحي عن السلطة. ودعا ائتلاف
للمعارضة المصرية امس الى المزيد من الاحتجاجات وقال انه لن يدخل في حوار
مع نائب الرئيس عمر سليمان ما لم يتنح مبارك عن الحكم. مؤكدا ان دعوته الى
حشود ميلونية في «جمعة الخلاص» قائمة.
من جهته اتهم الزعيم المعارض
محمد البرادعي الحكومة باستخدام «أساليب ترويع»، وقال في مقابلة مع هيئة
الاذاعة البريطانية «أشعر بقلق بالغ أعني ان هذا هو علامة ومؤشر على نظام
اجرامي يلجأ الى افعال اجرامية خوفي ان يتحول الامر الى عمليات سفك دماء»
وكرر مطالبة مبارك بالرحيل.
وكان البرادعي قال ان الرئيس مبارك لم
يلب مطالب المحتجين وان تعهده بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى خدعة. وأضاف
البرادعي انه اذا لم يستجب مبارك للدعوة الى ترك السلطة على الفور فلن يكون
«رئيسا مغلول اليدين فحسب بل مشلول». وقال البرادعي «انه للأسف سيمدد
المعاناة هنا ستة أو سبعة أشهر أخرى انه مستمر في استقطاب البلاد. ويواصل
زيادة غضب الناس وربما (يلجأون) للعنف» ووصف البرادعي مبارك بأنه «دكتاتور
لا يريد أن يستمع الى صوت الشعب». وأضاف أن خطوة مبارك «خدعة واضحة» وتابع
«من قدم له تلك النصيحة أخطأ النصح تماما ينبغي أن يترك السلطة». بدوره قال
أيمن نور مؤسس حزب «الغد» المعارض ان خطاب الرئيس المصري حسني مبارك غير
مقبول لأنه لم يف بالحد الأدنى لمطالب الشعب. وأضاف أن «الخطاب لم يف
بالقدر الأدنى من طموحات الشعب المصري ووصف الخطاب بأنه تحصيل حاصل لأنه
كان معلوما أن مبارك لم يكن سيترشح لفترة رئاسية جديدة وانما سيرشح نجله
جمال».
كما أكدت جماعة الاخوان المسلمين في بيان بعد ظهر أمس رفضها
بقاء الرئيس المصري حسني في السلطة مؤكدة انها «لا تقبل لرحيل النظام
بديلا». وقال البيان ان «الشعب يرفض كل الاجراءات الجزئية التي طرحها رأس
النظام ولا يقبل لرحيل النظام بديلا».
وكان الرئيس المصري اعلن انه
سيترك السلطة في سبتمبر وقال مبارك لأولئك المطالبين برحيله على غرار نظيره
التونسي المخلوع الذي فر من بلاده الشهر الماضي «ان هذا الوطن العزيز هو
وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية فيه عشت وحاربت من اجله ودافعت عن ارضه
وسيادته ومصالحه وعلى ارضه اموت». لكنه لم يتخل بعد عن السلطة وأضاف «اقول
بكل الصدق وبصرف النظر عن الظرف الراهن اني لم اكن انتوي الترشح لفترة
رئاسية جديدة... سأعمل خلال الاشهر المتبقية من ولايتي الحالية كي يتم
اتخاذ التدابير والاجراءات المحققة للانتقال السلمي للسلطة». وقال مسؤول
كبير ان الحكومة تشعر انها استعادت الزخم. وأضاف «اعتقد أن الأمر انتهى.
لدينا مظاهرات في جميع انحاء البلاد لتأييد مبارك. في اللحظة التي أنهى
فيها (مبارك) خطابه كان هناك 3000 شخص تحت مبنى التلفزيون أعتقد أن المزاج
يتحول». وأعلن التلفزيون الحكومي عن تقليل ساعات حظر التجول لتبدأ من
الخامسة مساء الى السابعة صباحا بدلا من الثالثة عصرا الى الثامنة صباحا.
| أنصار مبارك يوبخون أحد المتظاهرين بعد »أسره « (إ. ب. أ) | |
|